رسالة ترحيبية:

لم تعد اللغة العربية في هذه السيرورة العصرية التي آلت إليها تحتمل كثيرا من المقولات اللسانية التأريخية والتنظيرية القابعة خلف قضبان التوجهات اللسانية غير الواقعية؛ ذلك أن الدرس اللساني الحديث بات يقيم شأنا عاليا لتلك الأطروحات التي تجعل اللغة تقترب من قضايا الإنسان الحياتية وإن أدخلت الدرس اللساني بين الفينة والأخرى في علوم غير لغوية، عليه فإننا في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة ظفار نرنو إلى التمشي المتوازن مع هذه الرؤية العصرية في تعليم اللغة العربية وتعلمها، ومع ذلكم الإرث اللساني العظيم الذي يعد تربة خصبة أثبت كثير من البحوث والدراسات اللسانية الحديثة كفاءتها لإسقاط حداثيات الدرس اللساني الجديد بشتى مناهجه اللسانية والنقدية، عازمين على ألا نجعل عملية تعليم اللغة العربية وتعلمها في هذا الصرع التعليمي يقف عند حد مقولات اللغة المحدودة بحدود الوضع التراثي بمناهجه الكلاسيكية، فلا غرو أن ننقل محور العمليتين التعليمية والتعلمية من ضيق نحو الجملة الى سعة نحو النص، ومن نقد بنائية النص إلى نقد تلقيه، وصولا إلى آفاق اللسانيات الموسعة تعليما وتعلما.

د. سعيد بن بخيت بيت مبارك

رئيس قسم اللغة العربية وآدابها

:رئيس القسم

د. سعيد بن بخيت بيت مبارك

:الأساتذة المشاركون

د. أحمد بن عبد الرحمن بالخير

:الأساتذة المساعدون

د. سالم بن محاد المعشني، د. شفيق النوباني، د. مرتضى فرح علي، د. مراد الحاجي، د. بسام الشارني

:المحاضرون

أ. سعيد بن محمد المعشني

:منسقة القسم

أ. منى بنت أحمد الزوامري

في سياق سعي جامعة ظفار المستمر إلى تطوير مخرجاتها وتوسيع مجالات اهتمامها عملت على تأسيس قسم اللغة العربية عام 2019، إذ جاءت هذه الخطوة إيمانا من القائمين على إدارة الجامعة بأهمية اللغة العربية في مجالات الحياة المتنوعة. ومن هنا فقد تأسس هذا البرنامج بما يلبي حاجات سوق العمل العماني وحاجات مجتمعه

يعمل قسم اللغة العربية في جامعة ظفار على تأسيس الطالب وتمكينه من مهارات اللغة العربية الأساسية؛ وذلك من خلال دراسة أنظمة اللغة العربية الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، فضلا عن تحليل نماذج أدبية تنتمي إلى المراحل التاريخية التي عاشتها آداب اللغة العربية، دون تجاوز إلقاء الضوء على الظروف التاريخية التي نشأت فيها تيارات الأدب العربي على تنوعها. ومن أجل تعميق فهم الطالب للأدب خصص البرنامج مواد يستعرض من خلالها نظريات الأدب والنقد الأدبي في محاولة لتشكيل صورة مكتملة لدى خريج برنامج اللغة العربية عن تخصصه الذي سعى للاجتهاد فيه

وقد جاء تدريس العربية في جامعة ظفار من خلال الأساليب التدريسية الحديثة التي تعزز في ذهن الطالب أسس التفكير المنطقي السليم. ومن هنا عملت الجامعة بكوادرها في كلية الآداب والعلوم وبرنامج اللغة العربية خاصة على ترسيخ قواعد التفكير العلمي السليم من خلال إفساح المجال للطالب بالمشاركة وإبداء الرأي في القضايا العلمية التي يتمّ تناولها في قاعة الدرس، مما يؤهل الطالب لبناء شخصية متكاملة على المستوى العلمي والمستوى الثقافي والاجتماعي. وقد وفرت الجامعة البنية التحتية المناسبة لتمكين المدرس والطالب من إقامة مناخ تعليمي إيجابي

ولا تقتصر العملية التعليمية في برنامج اللغة العربية على المعطى المنهجي، بل تمثل نشاطات البرنامج اللامنهجية مجالا واسعا لإثراء الطلبة وتعزيز قدراتهم علميّا وثقافيا واجتماعيا، إذ تساعد هذه النشاطات على إبراز مواهب الطلبة في المجالات المتنوعة سواء أكانت مواهب فنية أم أدبية، بل إن هذه النشاطات كثيرا ما تؤدي دورا استدراكيا لمعارف الطلبة ومهاراتهم في مجال تخصصهم، إذ ينظم البرنامج حلقات تعليمية نقاشية لتجاوز الثغرات التي يمكن أن يعاني منها بعض الطلبة

ما زال قسم اللغة العربية في جامعة ظفار في بداية عطائه، وهو قسم يعد بالمزيد من الإنجازات، لا سيما أن إدارة الجامعة تعمل باستمرار على الارتقاء بأدائها من خلال برامجها في الكليات جميعها، وهي الجامعة الفتيّة التي تسعى دائما إلى تقديم الأفضل في سبيل الارتقاء بمخرجاتها في ظل الدعم الذي تلقاه المؤسسات التعليمية من الدولة ومن قائدها جلالة السلطان هيثم حفظه الله ورعاه.